تخيل معي ما هو اكثر رقم من الأهداف سجله حارس مرمي في تاريخ مصر، أنا مثلا أتذكر هدف عصام الحضري في بطولة أفريقيا ولا أتذكر سواه، وعلى الصعيد العالمي، أتذكر خوسيه لويس تشيلارفيرت حارس مرمى البرجواي، الذي سجل 62 هدف غالبيتها من الضربات الحرة المباشرة، وكان يجيدها وفي عام 1994، وفي عام 1999 أصبح أول حارس مرمى يسجل ثلاثة أهداف في مباراة واحدة بالتاريخ.
دعك من كل هذا، هناك حارس سجل 155 هدف بين المباريات الرسمية والودية ليصبح أكثر الحراس تسجيلا في التاريخ، لعب 1000 مباراة مع فريق ساو باولو البرازيلي ويعد واحد من أكثر اللاعبين مشاركة وتهديفا في العالم، وتعد أهدافه الرسمية 131 بمعدل 69 ركلة جزاء و61 ركلة حرة، وهدفا بعد كرة عرضية.
ولد في 22 يناير 1973 في باتو برانكو، بدأ سيني اللعب لفريق الشباب بنادي سينوب وهو بعمر الـ 16، وطالب المدير الفني من والده أن يصبح الحارس الثالث للفريق في دوري الولاية، فرفض والده خاصة أن سيني كان يعمل في مهنة بسيطة في بنك البرازيل ويساعد في إعالة الأسرة والبطولة تستمر 4 أشهر فقط، فماذا سيفعل في الشهور المتبقية من العام عندما يترك عمله؟
في النهاية مع ضغط الابن، ومع بداية العام التالي وافق والده، وسنحت لسيني فرصة ذهبية، حيث أصيب حارس الفريق الأول، ودخل قائمة المباراة وأثناء المباراة تعرض الحارس للإصابة ليدخل سيني للمباراة كحارس بديل، الدراما في حياته لم تنته بعد، حيث تصدى لركلة جزاء في الدقائق الأخيرة ومن ثم ساهم في تتويج فريقه باللقب، بعدها صار حارسا لفريق ساو باولو للشباب، وظل 4 أعوام يلعب لفريق الشباب يشاهد الفريق الأول يهيمن على الكرة اللاتينية والعالمية، وظل الحال على ما عو عليه، حارس ثالث غير متواجد في 90% من المباريات ولا يلعب نهائيا، حتى وفاة الحارس ألكسندري في حادث سير ليصبح في القائمة الأساسية.
تغير المدرب، وتولى الفريق ماوريسي رامالو، والذي اكتشف قدراته على التسديد، فبعد 6 أشهر فقط سدد سيني ما يقارب من 15 ألف كرة على المرمى في التدريبات ما جعل مدربه يجعله الرقم واحد في تسديد الكرات الثابتة، وهي مخاطرة كبيرة كونه حارس مرمى لكنه كان يمتلك أرقام مرعبة.
معظم مسيرته الاحترافية التي امتدت 25 عاماً قضاها مع نادي ساو باولو، وقد لعب أكثر من 1000 مباراة مع النادي وتحديدا لعب خاض معه 1237 مباراة بين عامي 1990 و2015، وهو رقم تاريخي للاعب بقميص نادي واحد ولم يصل له أحد قبله، وفاز ثلاثة مرات في كأس ليبرتادوريس، وبكأس العالم للأندية، كان ضمن تشكيلة منتخب البرازيل الفائز بكأس العالم لكرة القدم 2002، ولعب 10 دقائق فقط في كـأس العالم 2006.
وبعد اعتزاله عمل في اللتدريب ودرب في سنة 2017، ساو باولو، وفي الفترة من 2017–2019، درب نادي فورتاليزا، وفي سنة 2019، تولى تدريب نادي كروزيرو، وفي سنة 2019–2020 درب نادي فورتاليزا، وفي سنة 2020 تولى مهمة تدريب نادي فلامنجو البرازيلي.
وأحدث سيني ثورة منذ أن تسلم نهاية عام2017 مهمة تدريب فريق فورتاليزا المتواضع في ولاية سيارا، شمال شرق البرازيل، وقاده للعودة إلى مصاف أندية الدرجة الاولى للمرة الأولى منذ عام 2006.